الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عندما يصنع الطين الأمل، مبادرة "عرائس سجنان" لكسر الصمت المتعلق بسرطان الثدي

نشر في  23 ماي 2025  (16:56)

رغم أن سرطان الثدي لا يزال من المواضيع المسكوت عنها في العديد من المناطق الريفية التونسية، حيث نادرًا ما يُناقش وغالبًا ما يُكتشف في مراحل متأخرة، إلا أن الوضع يبدو مختلفًا في سجنان، إحدى قرى الشمال الغربي للبلاد. في هذه القرية، يتحوّل الطين في أيدي الحرفيات إلى مصدر أمل. وقد أدرجت اليونسكو حرفة صناعة الفخار في سجنان ضمن قائمتها للتراث الإنساني، واليوم تنبثق منها عرائس تعبّر عن حملة توعوية فريدة، أطلقتها كارفور تونس دعمًا لجمعية مرضى السرطان، ضمن شراكة تضامنية مستمرة منذ سنوات.

حملة تُصبح فيها الحرفيات سفيرات للأمل والوقاية والتضامن.

يتجاوز فن صناعة العرائس الجانب الحرفي ليُجسّد قوة نسائية تربط الأجيال وتحفظ الذاكرة الحية للمجتمع. واليوم، يُعاد تشكيل هذا الفن بروح جديدة ليخوض معركة إنسانية وشخصية ضد سرطان الثدي. في أيدي هؤلاء النساء، يتحول الطين إلى لغة ورسالة: أداة توعية ومقاومة نبيلة، تنبع من الحب والرغبة في حماية الأجيال القادمة.

تطلق كارفور تونس، بالتعاون مع جمعية مرضى السرطان، مبادرة رمزية ذات طابع إنساني: دمى طينية مستوحاة من قصص ناجيات حقيقيات من سرطان الثدي. كل دمية تُصنع يدويًا على يد إحدى حرفيات سجنان، وتحمل تفاصيل دقيقة وذات دلالة: نقوش صغيرة على الصدر ترمز للأعراض الأولية التي انتبهت إليها الناجيات بفضل الفحص الذاتي. هذه الدمى تروي قصة أخرى – قصة وعي تنتقل من الأم إلى الابنة، تحمل في طياتها رسالة حياة وأمل: رسالة الوقاية والكشف المبكر.

وقد أُطلق فيلم مؤثر في افتتاح الحملة، يسلّط الضوء على الحركات البطيئة والدقيقة للحرفية أثناء تشكيل الطين، حيث تنبثق الأشكال تدريجيًا كرمز للوعي الذي يتكوّن شيئًا فشيئًا.

كما سيتم عرض مجموعة من هذه الدمى للعموم بدعم لوجستي من كارفور تونس، بهدف جمع التبرعات لتمويل علاج المصابات بسرطان الثدي. لتصبح كل دمية عملًا تضامنيًا ورسالة توعوية وصرخة أمل.

وتولي جمعية مرضى السرطان أهمية كبيرة للكشف المبكر، مستلهمة من التراث المحلي حملة لرفع الوعي، حيث قالت السيدة زروق، رئيسة الجمعية: "ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يشبه تمامًا ما تقوم به نساء سجنان عند تشكيلها للطين، حيث يُسهم هذا العمل في الحفاظ على حياتهن. نحن نطمح لأن تحذو كل امرأة حذو نساء سجنان، وأن تُجري فحوصات شهرية لتفادي الإصابة بالسرطان ومعاناته. هذه الحملة تهدف إلى توعية كل امرأة بضرورة العناية بصحتها ، إنها حملة لحماية الأرواح."

أما كارفور تونس، فقد عبّر عن التزامه من خلال كلمة مسؤول التسويق، مراد النايلي، حيث قال: "وراء كل مشروع تضامني نقوم به، هناك قناعة راسخة بأن المؤسسة يجب عليها، أن تلعب دورًا رياديًا في دعم القضايا المجتمعية الكبرى. فهذه المبادرة ليست مؤقتة أو ظرفية ؛ فكارفور تونس كان دائمًا إلى جانب المجتمع التونسي، من خلال تضامنه ودعمه للفئات الهشة، ودفاعه عن القضايا المجتمعية. مع نساء سجنان، وحّدنا جهودنا كي تتحول الحِرَف التقليدية إلى وسيلة فعّالة لنشر الوعي. كل دمية تُصنع تحمل رسالتين : رسالة لأهمية إحياء التراث، ورسالة أخرى تحمل الأمل في مواجهة السرطان. إنه التزام نابع من القلب، نحمله بكل فخر عبر جميع فروعنا."